الأمان الرقمي ثقافة كل متعلّم ذكي

بقلم شيرين يحيى رمضان
في عصر التقنية الحديثة، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نستخدمه في الدراسة، والتواصل الاجتماعي، والبحث عن المعلومات، وحتى في الترفيه. ومع هذه الفوائد الكبيرة، تظهر تحديات ومخاطر تهدد سلامتنا وخصوصيتنا الرقمية لذلك أصبح الأمان الرقمي ضرورة لا غنى عنها، ويمثل ثقافة يجب أن يتحلى بها كل متعلّم ذكي، فهو ليس مجرد إجراء تقني، بل أسلوب حياة يحمي الفرد والمجتمع معًا.
فالأمان الرقمي يعني استخدام الإنترنت والتقنيات الرقمية بطريقة آمنة ومسؤولة كما يشمل حماية البيانات الشخصية، والتحقق من صحة المعلومات، والتعامل بحذر مع الروابط والملفات المشبوهةمما  يضمن احترام خصوصية الآخرين وعدم نشر صور أو معلومات تخصهم دون إذن.
فالطالب الذكي هو الذي يدرك أن سلامته الرقمية مرتبطة بوعيه وسلوكه، وأن التقنية أداة للتعلم والإبداع وليس خطرًا يهدد حياته.
و لذلك يحرص المتعلم الذكي في الإمارات على حماية نفسه أثناء استخدام الإنترنت، متأثرًا برؤية قيادتنا الرشيدة التي تولي التكنولوجيا والتعليم الرقمي اهتمامًا كبيرًا حيث  يبدأ الطالب باختيار كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، وعدم مشاركتها مع الآخرين، ثم يتحقق من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها ؛ ليكون مواطنًا رقميًا واعيًا ومسؤولًا. كما يتعامل بحذر مع الروابط والملفات غير الموثوقة ويحترم خصوصية الآخرين بعدم نشر صورهم أو معلوماتهم دون إذنهم. ويحرص على التفكير الجيد قبل النشر أو التعليق على وسائل التواصل الاجتماعي مواكبًا ما دعت إليه قيادتنا الرشيدة من قيم الاحترام والمسؤولية والانضباط الرقمي ، و هذه الممارسات تعكس التزام الطلاب بمبادئ قادتنا الذين يشجعون على بناء جيل قادر على استخدام التقنية بحكمة وأمان، ليكونوا قادة المستقبل الرقمي في الإمارات.
فالأمان الرقمي يحتاج إلى تعاون المجتمع التعليمي بأكمله، فالمدارس مسؤولة عن تقديم التوعية وتنظيم ورش العمل والأنشطة التي تعلم الطلاب مهارات الأمان الرقمي ، كما يلعب أولياء الأمور دورًا مهمًا من خلال متابعة استخدام أبنائهم للإنترنت وتوجيههم نحو السلوك الصحيح ، فالتربية الرقمية تبدأ بالوعي والممارسة اليوميةحتى  تصبح عادة محفزة للسلامة وحصنًا ضد المخاطر الرقمية.
فالأمان الرقمي ليس رفاهية، بل ضرورة تعليمية وحياتية لكل متعلّم يسعى للنجاح والتميز في عصر المعرفة فالطالب الذكي هو من يستخدم التقنية كأداة للتعلم والإبداع، ويحافظ على سلامته وخصوصيته الرقمية، ويكون نموذجًا للمواطنة الرقمية المسؤولة ، فوعي كل متعلّم اليوم هو درعه الرقمي للغد.
 
				 
					

